السبت، 6 سبتمبر 2008

عودة مغترب..جريـــح

.....
منذُ أيا م..

مُتُّ أنا..

دفنت آخر ما احتفظت به في ذاكرتي..

في حـ*ـارات..

وبين أوراق ياسمين..

....

انطلقت كالعصفورة..على أرصفةٍ

طويييييييلة...

مشيتُ بها طويلاً..

وكنت مع كل خطوة..

أغرس ذكرى..

....

احتفظت بهواء..

يجعلني أعيش فقط حتى يحين موعد جِنازتي..

حَديقة..

تتوسطها بركة تطلق رذاذ الماء..

لتزرع ذكرى أخرى ..

....

مكتبة..

تضجُ بويلات وانتصاراتِ التاريخ..

تتزاحم بها الأضداد..

بين رفوفها..

رائحة الورقِ المطبوع

تتخللُ رئتيّ..

تخط شهوتي الجارفة للقراءة..

....

مِقبَرة..

دُفن بها إحساسٌ بالأخوة لم يكتمل..

وجه..

تقاسمه الزمن مع حوادث القدر..

تسحقه تعاريج الحياة..

وأخاديد الحزن..

....

حي..

ماتت فيه براءة الطفولة..

بحُكم ظروف قاهرة..

تحول من ((البراءة))..

إلى وقاحة..

من نظافة إلى قذارة..

من وجوه طفولية..

إلى وجوه تلهث وراء..

&شهوة

....

تلك أماكن..

يعتقدون بأَنها لا تعني لي شيئاً..

وأَني بها مجرد عابرة..

هم لا يعرفون..

أني أسكنها ..وهي تسكنني..

كالتوحد..

.....

هبت ريح طاحنة..

اغتصبت أزهار الياسمين..

خانتها أحلامها..

....

طويت الحزن والألم

وغرست في كتابي

(عودة مغترِب جريح)

غصن شجرة..

وعُصفور..

وكأني أطمح لحريةٍ مفقودة..

.....

أضع الكتاب على الرف..

وأودِع فيه رُوحي..

نظرة أخيرة..

ويُغلق الباب خلفي..

.....

يتناوب الحزن..

والكآبة ..

والقلق..

على نفسي الجريحة..

....

تفاهة..

الاستسلام..للرحيل

لشبح الحزن..

لوداعة روحي..

....

أمضي

محملةً بأنصاف أنصافي..

جسدي يجرُه جسدي..

وبيدي حقيبة..

وبطاقات خُروج...

وفي معصمي ساعة لاَ تعمل..

....

هَـ/ـا أنت..

تظهر من بعيد..

يداكــ ممسكتان بيدي..

أهو الخوف؟

وأي منا خائف؟

ولماذا؟
....

أستعين ببعض الرموز..

لأرسم وداعـاً بعيداً عن المرارة..

ولكن

جميعها تخذلني..

عدا الحزن..

....

أستدعي غيمات السماء..

ولكن البكاء..يأَبى

فأكتفي

بهز أكتافي للرياح..

....

تفارق أصابعنا من عناقها..

واحداً تلوَ الآخر..

ثمَّ..

نبتعد..

....

واقفاً أنت في منتصف الطريق..

أقفُ أنا في منتصف القدر..

تفصِلنا ..

تأشيرات دخول..

وبعد الآن حدود..

....

جاءَني صوت أحدهم..

افتحي الحقيبة...

سَأفتحها..

خذوها ..بعثروها..

ستجدون الفرح ينتحب..

والحزن يمتطي صهوة قلبي..

....

الآن

بعد أن تجاوزتُ حدود الفرح..

بعد أن تجاوزتُ حدود الحرية..

وحدود الحب..

والحياة..

....

لم تعُد الحياة تهمني..

لم تعُد تدهشني..

فـ/ـهنَا..

لا يعرفني سوى الألم..

ولا تسكنني سوى الوحدة.
ـ ـ ـ

ليست هناك تعليقات: